للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"لا خير في دين (ليس فيه ركوع) (١) ولا سجود، فأما ألَّا تكسروا أصنامكم بأيديكم، فذلك لكم، وأما الطاغية -يعني: اللات والعزى (٢) فإني غير ممتعكم بها"، فقالوا: يا رسول الله! فإنا نحب أن تسمع العرب أنك أعطيتنا ما لم تعط أحدًا غيرنا، فإن كرهت ذلك وخشيت أن تقول العرب: أعطيتهم ما لم تعطنا، فقل: (الله أمرني) (٣) بذلك، فسكت (٤) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا بوضوء، فعرف عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كاره لما سألوه (٥) فقال عمر: ما لكم؟


(١) في (أ): لا ركوع فيه.
(٢) من (أ)، (م).
(٣) هكذا في (ز)، (م)، ولكن في (أ): أمرني الله.
(٤) عند الواحدي في"أسباب النزول" (ص ٢٩٧): فأمسك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهم وداخلهم الطمع فصاح عليهم عمر: أما ترون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمسك عن جوابكم كراهية لما تجيئون به، وقد همّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعطيهم ذلك، فأنزل الله تعالى هذِه الآية. وعند البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ١٢٧: فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطمع القوم في سكوته أن يعطيهم ذلك، فأنزل الله هذِه الآية. فهذِه المراجع اختلفت في بيان أمر وفد ثقيف، فعند الواحدي أنهم طلبوا تأجيل سنة وتحريم واديهم من غير ذكر الثالثة، وعند الطبري الأولى فقط، وعند المصنف أنهم طلبوا ثلاث خصال مع زيادات أخرى، فالأثر مضطرب ومعلق، وقد روى الإمام أحمد في "المسند" ٤/ ٢١٨ (١٧٩١٣) عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم، فاشترطوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ولا يستعمل عليهم غيرهم فقال: "إن لكم ألا تحشروا ولا تعشروا ولا يستعمل عليكم غيركم" وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا خير في دين لا ركوع فيه".
(٥) في (أ): سألوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>