للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال المفسرون (١): لا يكون التهجد إلا بعد النوم، يقال: تهجد، إذا سهر، (وهجد، إذا نام. وقال بعض أهل اللغة: تهجد، إذا نام، وتهجد، إذا سهر) (٢)، وهو من الأضداد.

وروى حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل من الأنصار أنه كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فقال: لأنظرن (٣) كيف يصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (٤): فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم استيقظ فرفع رأسه إلى السماء فتلا أربع آيات من آخر سورة آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآيات (٥)، ثم أهوى (بيده إلى القربة) (٦) فأخذ سواكًا


(١) روى الطبري عن علقمة والأسود بن يزيد أنهما قالا: التهجد بعد نومة، وإلى الحجاج بن عمر أنه قال: إنما التهجد بعد رقدة.
(٢) ذكر في (م) مكان هذِه العبارة: قال الفراء: تهجدت: سهرت، وهجدت: نمت.
(٣) عند النسائي في "المجتبى" بطريق محمد بن سلمة إلى الزهري قال: حدثني حميد أن رجلًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قلت وأنا في سفر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والله لأرقبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أرى فعله، فلما صلى العشاء -وهي العتمة- اضطجع هويًا من الليل ثم استيقظ فنظر في الأفق فقال: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ} حتى بلغ {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ثم أهوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى فراشه فاستل منه سواكًا ثم أفرغ في قدح من إداوة عنده ماء فاستن، ثم قام فصلى حتى قلت: قد صلى قدر ما نام، ثم اضطجع حتى قلت: قد نام قدر ما صلى، ثم استيقظ ففعل كما فعل أول مرة وقال مثل ما قال، ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات قبل الفجر. "سنن النسائي"، كتاب قيام الليل، باب بأي شيء يستفتح صلاة الليل؟ ٣/ ٢١٣.
(٤) ساقطة من (م).
(٥) في (أ): الآية.
(٦) عند الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ١٤٢: ثم أهوى إلى القربة، وفي (م): أهوى بيده إلى قربة، وفي "سنن النسائي": إلى فراشه فاستل منه سواكًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>