للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك (١) منه أو نعذر فيك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بي ما تقولون، (ما جئت بما) (٢) جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله -عز وجل- بعثني إليكم رسولاً، وأنزل على كتابًا وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبِرُ لأمر الله حتى يحكم الله تعالى بيني وبينكم" فقالوا: يا محمد! فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلادًا ولا أقل مالًا ولا أشد عيشًا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذِه الجبال التي قد ضيقت علينا ويبسط لنا بلادنا وليجر لنا فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن ممن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب، فإنه كان شيخًا صدوقًا، فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وأنه بعثك رسولًا كما تقول، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بهذا بعثت، إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم" فقالوا: فإذ لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك،


(١) في (أ): نتركه.
(٢) زيادة من "السيرة النبوية" لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>