للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسل ربك أن يبعث ملكًا يصدقك واسأله فيجعل لك جنانًا و (قصورًا وكنوزًا) (١) من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك، فإنك تقوم في الأسواق (كما نقوم) (٢) وتلتمس المعاش كما نلتمسه، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أنا بالذي يسأل ربه، وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله تعالى بعثني بشيرًا ونذيرًا" قالوا: فأسقط السماء (علينا كسفًا) (٣) كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن ذلك إلى الله إن شاء فعل ذلك"، فقالوا: إنه قد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدًا، فقد أعذرنا إليك يا محمد، أما والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا، وقال قائل منهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا، فلما قالوا ذلك، قام النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ابن مخزوم، وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب فقال له: يا محمد! عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورًا ليعرفوا بها منزلتك من الله فلم تفعل ذلك، ثم سألوك أن تعجل لهم ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل، فوالله لا أؤمن بك أبدًا حتى تتخذ إلى السماء سلمًا ثم ترقى فيه وأنا انظر


(١) في (أ)، (ز): كنوزًا وقصورًا.
(٢) زيادة من "السيرة النبوية" لابن هشام.
(٣) زيادة من "السيرة النبوية" لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>