للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أهل الإيمان، فاستخفوا منه، وهربوا في كل وجه، وكان دقيانوس قد أمر حين قدمها أن يتّبع أهل الإيمان فيجمعوا له، واتخذ شرطًا من الكفار من أهلها، فجعلوا يبتغون أهل الإيمان في أماكنهم فيخرجونهم إلى دقيانوس، فيقدمهم إلى الجامع الَّذي يذبح فيه للطواغيت، فيخيرهم بين القتل وبين عبادة الأصنام (١) والذبح للطواغيت، فمنهم من يرغب في الحياة، ومنهم من يأبى أن يعبد غير الله تعالى فيقتل، فلما رأى أهل ذلك البلد الشدة في الإيمان بالله تعالى جعلوا يسلمون أنفسهم للعذاب والقتل فيقتلون ويقطعون، ثم يربط ما قطع من أجسادهم على سور المدينة من نواحيها كلها وعلى باب من أبوابها، حتَّى عظمت الفتنة على أهل الإيمان، منهم من أقر فتُرك، ومنهم من صُلب على دينه فقتل، فلما رأى ذلك الفتية حزنوا حزنًا شديدا فقاموا وصاموا (٢) واشتغلوا بالتسبيح والدعاء لله عز وجل، وكانوا من أشراف الروم، وكانوا ثمانية نفر، فبكوا وتضرعوا وجعلوا يقولون: ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا، ربنا (٣) اكشف عن عبادك المؤمنين هذِه الفتنة، وارفع عنهم البلاء، وأنعم على عبادك الذين آمنوا بك حتَّى يعلنوا عبادتهم إياك. فبينا هم على ذلك أدركهم


(١) في (ب) الأوثان.
(٢) في (ب) وصلوا.
(٣) من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>