للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشرطاء (١)، وكانوا قد دخلوا في مصلى لهم فوجدوهم وهم سجود على وجوههم يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى ويسألونه أن ينجيهم من دقيانوس وفتنته، فلما رآهم أولئك الكفرة قالوا لهم: ما خلفكم عن أمر الملك؟ انطلقوا إليه. ثم خرجوا من عندهم، فرفعوا أمرهم إلى دقيانوس، فقالوا: تجمع الجميع وهؤلاء الفتية من أهل بيتك يسخرون منك ويعصون أمرك! فلما سمع ذلك أتى بهم تفيض أعينهم من الدمع معفرة وجوههم في التراب. فقال لهم: ما منعكم أن تشهدوا الذبح للآلهة التي تعبد في الأرض وأن تجعلوا أنفسكم كغيركم؛ اختاروا إما أن تذبحوا لآلهتنا كما ذبح الناس وإما أن أقتلكم. فقال مكسلمينا -وكان (٢) أكبرهم-: إن لنا إلهًا ملأ السموات والأرض عظمته لن ندعو من دونه إلهًا أبدًا لقد قلنا إذًا شططًا. ولن نقر بهذا الَّذي تدعونا إليه أبدًا ولكنّا نعبد الله ربنا وله الحمد والتكبير والتسبيح من أنفسنا خالصًا أبدًا، إياه نعبد وإياه


(١) هكذا في الأصل الشرطاء ولم أجد هذا الجمع في المعاجم اللغوية وفي النسختين الأخريين: الشرط، والشرط: الجنود سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، ولأن أصل الاشتقاق من شَرَطَ يدل على العلامة. قال ابن فارس: الشين والراء والطاء، أصل يدل على عَلَمٍ وعلامةٍ. "معجم مقاييس اللغة" ٣/ ٢٦٥، وانظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٣٢٩، "الصحاح" للجوهري ٣/ ٩٥٢ (شرط).
(٢) في (ب): وهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>