للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسأل النجاة والخير، وأما الطواغيت وعبادتها فلن نعبدها أبدًا، فاصنع بنا ما بدا لك.

ثم قال أصحاب مكسلمينا لدقيانوس مثل ما قال له، فلما قالوا ذلك أمرهم فنزع عنهم لبوس كانت عليهم من لبوس عظمائهم، ثم قال أما إذ فعلتم ما فعلتم فإني سأؤخركم وسأفرغ فأنجز لكم ما وعدتكم من العقوبة، وما يمنعني أن أعجل ذلك لكم إلا أني أراكم شبابًا حديثة أسنانكم، فلا أحب أن أهلككم حتَّى أجعل لكم أجلًا تذكرون فيه وتراجعون عقولكم.

ثم أمر بحلية كانت عليهم من ذهب وفضة فنزعت عنهم، ثم أمر بهم فأخرجوا من عنده، وانطلق دقيانوس (١) إلى مدينة سوى (٢) مدينتهم التي هم بها قريبًا منهم لبعض أموره، فلما رأى الفتية أن دقيانوس قد خرج من مدينتهم التي هم بها بادروا قدومه وخافوا إذا قدم مدينتهم أن يذكرهم فأتمروا (٣) أن يأخذ كل رجل منهم نفقة من بيت أبيه فيتصدقوا منها ويتزودوا مما بقي، ثم ينطلقوا إلى كهف قريب من المدينة في جبل يقال له: "بنجلوس" (٤)


(١) من هنا حصل تأخير وتقديم في ترتيب أوراق مصورة المخطوطة الأصل لكن لم يسقط شيء.
(٢) في (ب): نينوى، وهو خطأ من الناسخ.
(٣) في (ز) فأتمروا بينهم.
(٤) روي ذلك عن ابن عباس، رواه عنه الطبري، وقد روى الطبري أيضًا عن شعيب الجبائي أن اسمه بناجلوس.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٥/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>