للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حزنًا وخوفًا على أنفسهم. فطعموا منه وذلك مع غروب الشمس ثم جلسوا يتحدثون ويتدارسون ويذكر بعضهم بعضًا، فبينا هم على ذلك إذ ضرب الله تعالى على آذانهم في الكهف، وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد (١) بباب الكهف فأصابه ما أصابهم وهم مؤمنون موقنون ونفقتهم عند رؤوسهم، فلما كان من الغد تفقدهم دقيانوس فالتمسهم فلم يجدهم فقال لبعضهم: لقد ساءني هؤلاء الفتية الذين ذهبوا، لقد كانوا ظنوا بي غضبًا عليهم لجهلهم ما جهلوا من أمري، ما كنت لأحمل عليهم في نفسهم (٢) ولا لواحد منهم إن تابوا وعبدوا إلهي. فقال له عظماء المدينة: ما أنت بحقيق أن ترحم قومًا فجرة مردة عصاة مقيمين على ظلمهم ومعصيتهم. قد كنت أجلتهم (٣) أجلًا ولو شاؤوا لرجعوا في ذلك الأجل ولكنهم لم يتوبوا. فلما قالوا له ذلك غضب غضبًا شديدًا، ثم أرسل إلى آبائهم فسألهم عنهم ثم قالوا (٤): أخبروني عن أبنائكم المردة الذين عصوني؟ فقالوا له: أما نحن فلم نعصك، فلم تقتلنا بقوم مردة قد ذهبوا بأموالنا وأهلكوها في أسواق المدينة، ثم انطلقوا فارتقوا إلى جبل (يقال له) (٥) "بنجلوس" فلما قالوا له ذلك خلى سبيلهم وجعل ما يدري ما يصنع بالفتية.


(١) سقطت من غير الأصل.
(٢) هكذا في الأصل: نفسهم. وفي (ب)، (ز): نفسي وهو أقرب.
(٣) في (ب)، (ز) أجلت لهم.
(٤) هكذا في الأصل، وفي غير الأصل: قال وهو الصحيح.
(٥) في (ب)، (ز) يدعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>