للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذوي ذوائب وكان معهم كلب صيدهم فخرجوا في عيد لهم عظيم في زي وموكب وأخرجوا معهم آلهتهم التي يعبدونها من دون الله سبحانه، وقد قذف الله تعالى في قلوب الفتية الإيمان وكان أحدهم وزير الملك، فآمنوا وأخفى كل واحد منهم إيمانه عن صاحبه، فقالوا في أنفسهم من غير أن يظهر بعضهم لبعض (ثم قال بعضهم لبعض: هلموا بنا) (١) نخرج من بين أظهر هؤلاء القوم لا يصيبنا عقاب بجرمهم، فخرج شاب منهم حتَّى انتهى إلى ظل شجرة، فجلس فيه، ثم خرج آخر فرآه جالسًا وحده فرجا أن يكون على مثل أمره من غير أن يظهر ذلك، فجلس إليه، ثم خرج الآخرون فجاءوا فجلسوا إليهما واجتمعوا، فقال بعضهم لبعض: ما جمعكم؟ وقال آخر: بل ما جمعكم؟ وكل واحد يكتم إيمانه صاحبه مخافة على نفسه، ثم قالوا: ليخرج كل فتيين منكم فيخلوان، ثم يفشي كل واحد منكم إلى صاحبه أمره، فخرج فتيان منهم فتوافقا، ثم تكلما، فذكر كل واحد منهما أمره لصاحبه، فأقبلا مستبشرين إلى أصحابهما، فقالا: قد اتفقنا على أمر واحد، وإذا هم جميعًا على (أمر واحد) (٢) على الإيمان، وإذا كهف في الجبل قريب منهم، فقال بعضهم لبعض: ائووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقًا، فدخلوا الكهف ومعهم كلب صيدهم فناموا ثلاثمائة سنين


(١) من الأصل.
(٢) من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>