للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال لهم مكسلمينا: يا إخوتاه، اعلموا أنكم ملاقوا الله فلا تكفروا بعد إيمانكم إذا دعاكم غدًا. ثم قالوا لتمليخا: انطلق إلى المدينة فتسمع ما يقال عنا اليوم بها وما الَّذي نذكر به عند دقيانوس، وتلطف، ولا تشعرن بنا أحدًا، وابتع (١) لنا طعامًا تأتنا به، فإنه قد آن لك (٢)، وزدنا على الطعام الَّذي جئتنا به فإنه كان قليلًا فقد أصبحنا جياعًا. ففعل تمليخا كما كان يصنع، ووضع ثيابه، وأخذ الثياب التي كان يتنكر فيها، وأخذ ورقًا من نفقتهم التي كانت معهم التي ضرب عليها بطابع دقيانوس، وكانت كخفاف (٣) الربع، فانطلق تمليخا خارجًا، فلما مر بباب الكهف رأى الحجارة منزوعة عن باب الكهف فعجب منها، ثم مرّ فلم يبال بها حتَّى أتى باب المدينة مستخفيًا يصد عن الطريق تخوفًا أن يراه أحد من أهلها فيعرفه فيذهب به إلى دقيانوس، ولم يشعر العبد الصالح أن دقيانوس وأهله قد هلكوا قبل ذلك بثلاثمائة سنة، فلما رأى تمليخا باب المدينة رفع بصره فرأى فوق ظهر الباب علامة تكون لأهل الإيمان، فلما رآها عجب وجعل ينظر إليها مستخفيًا فنظر يمينأ وشمالًا (فلم ير أحدًا) (٤) ثم ترك ذلك الباب فتحول إلى باب


(١) في (ب) وابتغ.
(٢) في الأصل و (ز) قدانا، وفي (ب) قد آنا، ولعلها قد آن.
(٣) الخفاف جمع خُفٍّ وهو ما يلبس في قدم الإنسان. "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٨١ (خفف).
(٤) من (ب)، (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>