للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الكهف أذن الله تعالى ذو القدرة والعظمة والسلطان محيي الموتى للفتية أن يجلسوا بين ظهري الكهف، فجلسوا فرحين مسفرة وجوههم طيبة أنفسهم، فسلم بعضهم على بعض حتَّى كأنما استيقظوا من ساعتهم التي كانوا يستيقظون لها إذا أصبحوا من ليلتهم التي يبيتون فيها، ثم قاموا إلى الصلاة فصلوا كالذي كانوا يفعلون لا يُرى (١) في وجوههم ولا أبشارهم ولا ألوانهم شيء (٢) ينكرونه، إنما هم كهيئتهم حين رقدوا، وهم يرون أن ملكهم دقيانوس الجبار في طلبهم. فلما قضوا صلاتهم قالوا لتمليخا صاحب نفقتهم: أنبئنا يا أخي بالذي قال الناس في شأننا عشية أمس عند هذا الجبار وهم يظنون أنهم قد (٣) رقدوا كبعض ما كانوا يرقدون.

وقيل (٤): خيل إليهم أنهم قد ناموا كأطول ما كانوا ينامون في الليلة التي (٥) أصبحوا فيها قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم، وكل ذلك في أنفسهم يسير، فقال لهم تمليخا: افتقدتم والتمستم بالمدينة وهو يريد أن يؤتى بكم اليوم فتذبحون (٦) للطواغيت أو يقتلكم. فما شاء الله تعالى بعد ذلك فعل.


(١) في (ب): لا يزول.
(٢) في (ب): شيئًا.
(٣) من (ب).
(٤) في (ب): قد، وفي (ز): وقد.
(٥) سقطت من الأصل.
(٦) في (ب) فتذبحوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>