للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالمدينة التي أعرف (١)، أسمع كلام أهلها ولا أعرف أحدًا (٢) منهم، والله ما أعلم (٣) مدينة قرب مدينتنا. فقام كالحيران لا يتوجه وجهًا، ثم لقي فتى من أهل المدينة فقال له: يا فتى ما اسم هذِه المدينة؟ قال: "أفسوس" (٤). فقال في نفسه: لعل بي مسًّا أو أمرًا أذهب عقلي، والله يحق لي أن أسرع الخروج منها قبل أن أخزى فيها (٥)؟ أو يصيبني شر فأهلك. هذا الَّذي يحدث به تمليخا نفسه وأصحابه حتَّى تبين لهم ما بهم (٦) ثم إنه أفاق فقال: والله لو عجلت الخروج من المدينة قبل أن يفطن بي كان (٧) أكيس لي. فدنا من الذين يبيعون الطعام، فأخرج الورق التي كانت معه فأعطاها رجلًا منهم، فقال له: يا عبد الله بعني بهذا الورق طعامًا.

فأخذها الرجل فنظر إلى ضرب الورق ونقشها فعجب منها، ثم طرحها إلى رجل من أصحابه فنظر إليها، ثم جعلوا يتطارحونها بينهم من رجل إلى رجل ويتعجبون منها (٨)، ثم جعلوا يتشاورون


(١) في الأصل: قل.
(٢) في (ب): واحدًا.
(٣) في (ب): أعرف.
(٤) في (ب): دقسوس.
(٥) في (ب): أخرج منها.
(٦) في غير الأصل: حين تبين ما به.
(٧) في (ب)، (ز): لكان.
(٨) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>