للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بينهم ويقول بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد أصاب كنزًا خبيئًا في الأرض منذ زمان ودهر طويل، فلما رآهم يتشاورون من أجله فرق فرقًا شديدًا وجعل يرتعد ويظن أنهم قد فطنوا به وعرفوه، وأنهم (١) إنما يريدون أن يذهبوا به إلى ملكهم دقيانوس، وجعل ناس آخرون يأتونه فيتعرفونه، فقال لهم وهو شديد الفرق منهم: أفضلوا عليّ، قد أخذتم ورقي (٢)، فأمسكوا، فأما طعامكم فلا حاجة لي به. فقالوا له: من أنت يا فتى؟ وما شأنك؟ والله لقد وجدت كنزًا من كنوز الأولين، فأنت تريد أن تخفيه منا، انطلق معنا أرنا وشاركنا فيه نخف عنك ما وجدت، فإنك إن لم تفعل نأت بك السلطان فنسلمك إليه فيقتلك. فلما سمع قولهم عجب في نفسه فقال: قد وقعت في كل أمر كنت أحذره. ثم قالوا: يا فتى إنك (٣) والله ما تستطيع أن تكتم ما وجدت ولا تظن في نفسك أنَّه سيخفى عليك.

فجعل تمليخا لا يدري ما يقول لهم وما يرجع إليهم، وفرق حتَّى ما يخبر إليهم شيئًا، فلما رأوه لا يتكلم أخذوا كساءه فطوقوه في عنقه، ثم جعلوا يقودونه في سكك المدينة مُلبَّبًا (٤) حتَّى سمع به من فيها، فقيل: أخذ رجل عنده كنز واجتمع عليه أهل المدينة صغيرهم


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) في (ب) رزقي.
(٣) ساقطة من الأصل، وفي (ز): والله إنك.
(٤) مُلَبَّب: يقال لببت فلانًا إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثم جررته. "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٧٣٣ (لبب).

<<  <  ج: ص:  >  >>