للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يروا إلا أريوس وأصحابه وقوفًا على باب الكهف، وسبقهم تمليخا فدخل عليهم وهو يبكي، فلما رأوه يبكي بكوا معه، ثم سألوه عن شأنه، فأخبرهم بخبره وقص عليهم النبأ كله، فعرفوا عند ذلك أنهم كانوا نيامًا بإذن الله تعالى ذلك الزمان كله، وإنما أوقظوا ليكونوا آية للناس وتصديقًا للبعث، وليعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها، ثم دخل علي أثر تمليخا أريوس فرأى تابوتًا من نحاس مختومًا بخاتم من فضة فقام بباب الكهف ثم دعا رجالًا من عظماء أهل المدينة ففتح التابوت عندهم فوجد فيه لوحين من رصاص مكتوب فيهما أن مكسلمينا ومحلسينا وتمليخا ومرطوس وكشفوطونس وسورس ومكريوس وبطينوس (١) كانوا فتية هربوا من ملكهم دقيانوس الجبار مخافة أن يفتنهم عن دينهم، فدخلوا هذا الكهف، فلما أخبر الملك (٢) بمكانهم بهذا الكهف أمر فَسُدَّ عليهم (٣) بالحجارة وأنا كتبنا شأنهم وخبرهم وشأنه ليعلمه من بعدهم إن عثر عليهم.

فلما قرأوه عجبوا (٤) وحمدوا الله على الَّذي أراهم آية للبعث


(١) قال القرطبي رحمه الله: وأما أسماء أهل الكهف فأعجمية والسند في معرفتها واهٍ. "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٦٠.
كما أنَّه حصل اختلاف بين النسخ في ضبط هذِه الأسماء وفي المصادر الأخرى أيضًا.
(٢) من (ب).
(٣) في (ب)، (ز) أتت العبارة كما يلي: أمر بالكهف فَسُدَّ عليهم.
(٤) في (ب) زيادة: ووجدوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>