للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيهم، ثم رفعوا أصواتهم بحمد الله عز وجل وتسبيحه، ثم دخلوا على الفتية الكهف فوجودهم جلوسًا بين ظهريه مشرقةً وجوههم لم تبل ثيابهم، فخر أريوس وأصحابه سجودًا وحمدوا الله الَّذي أراهم آية من آياته، ثم كلم بعضهم بعضًا، وأنبأهم الفتية عن الَّذي لقوا من ملكهم دقيانوس، ثم إن أريوس وأصحابه بعثوا بريدًا إلى ملكهم الصالح تندوسيس (١) أن عجل لعلك تنظر إلى آية من آيات الله عز وجل، جعلها الله تعالى آية (٢) علي ملكك وجعلها آية للعالمين لتكون لهم نورًا وضياءً وتصديقًا بالبعث، فاعجل على فتية بعثهم الله سبحانه وقد كان توفاهم منذ ثلاثمائة سنة. فلما أتى الملك الخبر قام من المسندة (٣) التي كان عليها، ورجع إليه عقله، وذهب عنه همه، ورجع إلى الله تعالى فقال: أحمد الله رب السموات والأرض أعبدك وأسبح لك تَطَوَّلْتَ (٤) عليّ ورحمتني برحمتك، فلم تطفئ النور الَّذي كنت جعلته لي ولآبائي وللعبد الصالح قسطنطينوس، فلما نبأ به أهل المدينة ركبوا إليه وساروا معه حتَّى (أتوا إلى الجبل) (٥) وصعدوا نحو الكهف وأتوه، فلما رأى الفتية


(١) في (ب): بندرسيس.
(٢) ساقطة من الأصل.
(٣) في (ب)، (ز) المسند.
(٤) تطولت أي: تفضلت، والطول الفضل، يقال: إنه ليتطوَّل على الناس بفضله وخيره. "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٤١٤ (طول).
(٥) ساقطة من (ب)، (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>