للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تندوسيس فرحوا به وخروا سجودًا على وجوههم وقام تندوسيس قدامهم ثم أعتنقهم وبكى وهم جلوس بين يديه على الأرض يسبحون الله عز وجل ويحمدونه، ثم قال الفتية لتندوسيس: نستودعك الله، ونقرأ عليك السلام، حفظك الله وحفظ عليك ملكك، ونعيذك بالله من شر الجن والإنس. فبينا الملك قائم إذ رجعوا إلى مضاجعهم فناموا، وتوفى الله عز وجل أرواحهم (١)، وقام الملك إليهم فجعل ثيابه عليه، وأمر أن يجعل لهم لكل رجل (٢) منهم تابوت من ذهب، فلما أمسوا وناموا ونام الملك أتوه في المنام فقالوا: إنا لم نخلق من ذهب ولا فضة ولكنا خلقنا من تراب، وإلى التراب نصير، فاتركنا كما كنا في الكهف على التراب حتَّى يبعثنا الله تعالى منه. فأمر الملك حينئذٍ بتابوت من ساج فجعلوا فيه، وحجبهم الله تعالى حين خرجوا من عندهم بالرعب، فلم يقدر أحد علي أن يدخل عليهم، وأمر الملك فجعل علي باب الكهف مسجد يصلى فيه وجعل لهم عيدًا عظيمًا، وأمر أن يؤتى كل سنة.

وقيل: إنهم لما أتوا باب الكهف قال تمليخا: دعوني حتَّى أدخل علي أصحابي فأبشرهم فإنهم إن رأوكم معي أرعبتموهم. فدخل فبشرهم وقبض الله عز وجل أرواحهم وعمّى عليهم فلم يهتدوا


(١) في (ب)، (ز): أنفسهم.
(٢) في (ب): واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>