للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَبِّكُمْ} (١).

ومعنى الآية: وقيل يا محمَّد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا: أيها الناس من ربكم الحق، وإليه التوفيق والخذلان، وبيده الهدى والضلال، يهدي من يشاء فيؤمن، ويضل من يشاء فيكفر، ليس إلى من ذلك شيء، ولست بطارد المؤمنين لهواكم، فإن شئتم فآمنوا وإن شئتم فاكفروا، فإنكم إن كفرتم فقد أعد لكم ربكم على كفركم ناراً أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتم وأطعتم فإن لكم ما وصف الله تعالى لأهل طاعته (٢).

وقوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} فليس بترخيص ولا تخيير، إنما هو وعيد وتهديد (٣)، كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} (٤).


(١) ذكر الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٣٨٨ أن الحق خبر لمبتدأ محذوف ولم يذكر وجهًا آخر.
وذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٩٢ والشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٩١ الوجهين وهما: أن الحق مبتدأ والجار والمجرور خبره، الثاني: أنه خبر لمبتدأ محذوف.
(٢) هذا نص كلام الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٣٧ وانظر "الوسيط" للواحدي ٣/ ١٤٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٦٧، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ١٦٣ "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ٣٩٣.
(٣) ذكر هذا كل من: الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٣٨، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ١٤٦ والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٦٧، والخازن في "لباب التأويل" ٣/ ١٦٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٩٣.
(٤) فصلت: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>