للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنهم من صد عنه، فعمد إلى الذين تولوا عنه فأدخل عليهم الظلمة فدخلت في أفواههم وأنوفهم وآذانهم وأجوافهم، ودخلت في دورهم وبيوتهم وغشيتهم من فوقهم ومن تحتهم ومن كل جانب منهم، فماجوا فيها (١) وتحيروا، فلما أشفقوا أن يهلكوا فيها عجّوا إليه بصوت واحد، فكشفها عنهم وأخذهم (٢) عنوة فدخلوا في دعوته، فجنّد من أهل المغرب أممًا عظيمة فجعلهم جندًا واحدًا، ثم انطلق بهم يقودهم، والظلمة تسوقهم من خلفهم وتحرسهم من خلفهم، والنور أمامهم يقوده ويدله (٣) وهو يسير في ناحية الأرض اليمنى، وهو يريد الأمة التي في قطر الأرض الأيمن التي يقال لها: هاويل، وسخر الله تعالى له يده وقلبه ورأيه وعقله ونظره، فلا يخطئ (إذا ائتمروا) (٤) وإذا عمل عملًا أتقنه.

فانطلق يقول تلك الأمم وهي تتبعه، فإذا انتهى إلى بحر أو مخاضة (٥) بني سُفنًا من ألواح صغار أمثال النعال، فينظمها (٦) في ساعة، ثم حمل فيها جميع من معه من تلك الأمم وتلك الجنود، فإذا قطع الأنهار والبحار فتقها، ثم دفع إلى كل رجل منهم لوحًا


(١) في الأصل: فيه.
(٢) في (ب): وأخذها.
(٣) في (ب): يقودهم ويدلهم.
(٤) ساقط من الأصل: فلا يخطئ إذا عمل عملًا.
(٥) مخض: أصل يدل على اضطراب. انظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٣٠٤ (مخض).
(٦) في (ز): فنظمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>