للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا يكترثه حمله، فلم يزل ذلك (١) دأبه حتى انتهى إلى هاويل, فعمل فيه كعمله (٢) في ناسك، فلما فرغ منها مضى على وجهه في ناحية الأرض اليمنى حتى انتهى إلى منسك عند مطلع الشمس (٣)، فعمل فيها وجنّد منها جنودًا كفعله في الأمتين اللتين قبلها، ثم كرّ مقبلًا حتى أخذ ناحية الأرض اليسرى وهو يريد تأويل، وهي الأمة التي بحيال هاويل، وهما متقابلتان بينهما عرض الأرض كلها (٤)، فلما بلغها عمل فيها وجند فيها كفعله (٥) في الذي قبلها، فلما فرغ منها عطف على (٦) الأمم التي وسط الأرض من الجن والإنس ويأجوج ومأجوج، فلما كان في بعض الطريق مما يلي منقطع الترك نحو المشرق قالت له أمة صالحة من الإنس: يا ذا القرنين إن بين هذين الجبلين خلقًا من خلق الله تعالى ليس فيهم مشابه الإنس، وهم أشباه البهائم، يأكلون العشب ويفترسون الدواب (٧) كما يفترسها السباع ويأكلون ديدان (٨) الأرض كلها من


(١) في (ب): كذلك.
(٢) في غير الأصل: كفعله.
(٣) سقطت من (ز).
(٤) في غير الأصل: كله.
(٥) في غير الأصل: كعمله.
(٦) في (ب): منها إلى.
(٧) في غير الأصل: والوحوش، وهي في "جامع البيان" للطبري.
(٨) في (ب): نساد، وفي (ز): مساد، وفي الطبري: خشاش.

<<  <  ج: ص:  >  >>