للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا يرى هذا السبط ذاك ولا ذاك هذا، فاستوحشوا وخافوا، فأوحى الله - سبحانه وتعالى - إلى أطواد الماء أن تشبكي، فصارت شبكات يرى بعضهم بعضاً، ويسمع بعضهم كلام بعض، فلما أتى فرعون الساحل (١) وجد موسى وبني إسرائيل قد عبروا.

فقال للقبط: قد سحر البحر فمرّ. فقالوا له: إن كنت رباً فادخل البحر كما دخل. فجاء جبريل على رمكة وديق (٢)، وكان فرعون على حصان -وهو الذكر من الأفراس- فأقحم جبريل -عليه السلام- الرمكة في البحر (٣)، فلم يتمالك حصان فرعون واقتحم البحر على أثرها، ودخل القبط عن آخرهم، فلما تلججوا أوحى الله تعالى إلى البحر أن أغرقهم فعلاهم الماء فغرقهم (٤).

قال كعب: فعرف السامري فرس جبريل -عليه السلام- فحمل من أثره تراباً فألقاه في العجل حين اتخذه (٥).


(١) في (ب): البحر.
(٢) الوديق: هي التي تشتهي الفحل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ودق).
(٣) في (ب)، (ج): فاقتحم جبريل بالرمكة في الماء.
(٤) انظر: "مفاتيح الغيب" للرازي ٢٢/ ٩٣ - ٩٤، بمعناه.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢٠١، عن ابن عباس بمعناه، والإسناد ضعيف.
والأثر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٤٥، بمعناه مطولاً عن ابن عباس، وعزاه للطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>