للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا من الكرامة التي أكرمه بها، ولا أن أيوب غيّر الحق في طول ما صحبتموه إلى يومكم (١) هذا.

فإن كان البلاء هو الَّذي أزرى به عندكم، ووضعه في أنفسكم فقد علمتم أن الله يبتلي النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ثم ليس بلاؤه لأوليائه (٢) بدليل على سخطه عليهم ولا لهوانه لهم، ولكنها كرامة وخيرة لهم، ولو (٣) كان أيوب ليس من الله بهذِه المنزلة (٤)، إلا أنَّه أخ أحببتموه (٥) على وجه الصحبة، لكان لا يجمل بالحليم أن يعذل (٦) أخاه عند البلاء، ولا يعيّره بالمصيبة ولا يعيبه بما لا يعلم وهو مكروب حزين، ولكنه يرحمه ويبكي معه ويستغفر له ويحزن لحزنه ويدله على مراشد أمره (٧)، وليس بحكيم (٨) ولا رشيد من جهل (٩) هذا، فالله الله أيها الكهول، وقد كان في عظمة الله وجلاله وذكر الموت ما يقطع ألسنتكم ويكسر قلوبكم، ألم تعلموا أن لله عبادًا أسكتتهم خشيته من غير عيّ ولا بكم، وإنهم لهم


(١) ساقطة من (ب).
(٢) في (ب): أولئك.
(٣) في (ج): فلو.
(٤) في (ب): هذِه.
(٥) في (ب): أخيتموه.
(٦) في الأصل: يعذر، وفي (ج): يعزل.
(٧) في (ب): على مراشده.
(٨) في الأصل: بحليم.
(٩) في (ج): يجهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>