للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصحابه وهم: إلفيز وبلدد وظافر ما ابتلاه الله به اتهموه ورفضوه من غير أن يتركوا دينه، فلما طال به البلاء انطلقوا إليه وهو في بلائه فبكتوه (١) ولاموه، وقالوا له: تب إلى الله سبحانه من الذنب الَّذي عوقبت به (٢). قال: وحضره معهم فتى حديث السن وكان قد آمن به وصدقه، فقال لهم: إنكم تكلمتم أيها الكهول، وكنتم أحق بالكلام لأسنانكم، ولكن قد تركتم من القول أحسن من الَّذي قلتم، ومن الرأي أصوب من الَّذي رأيتم، ومن الأمر أجمل من الَّذي أتيتم، وقد كان لأيوب عليكم من الحق والذمام (٣) أفضل من الَّذي وصفتم، فهل تدرون (٤) أيها الكهول حق من انتقصتم، وحرمة من انتهكتم، ومن الرجل الَّذي عبتم واتهمتم، ألم تعلموا أن أيوب نبي الله وخيرته وصفوته من أهل الأرض في (٥) يومكم هذا، ثم لم تعلموا ولم يطلعكم الله (عز وجل من أمره) (٦) علي أنَّه سخط شيئًا من أمره منذ آتاه الله (٧) ما آتاه إلى يومكم هذا، ولا علي أنَّه نزع


(١) بكتوه: أي قرعوه ووبخوه.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (بكت).
(٢) ساقطة من (ب)، وفي الأصل زيادة: عليه.
(٣) الذمام: هو الحرمة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ذمم).
(٤) في الأصل و (ب): ترون.
(٥) من (ج).
(٦) زيادة من (ج).
(٧) من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>