للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال أيوب عليه السلام: إن الله سبحانه يزرع الحكمة بالرحمة في قلب الصغير والكبير، فمتى نبتت في القلب أظهرها (١) الله على (٢) اللسان، وليست تكون الحكمة (٣) قبل السن والشيبة ولا بطول التجربة، وإذا جعل الله العبد حكيمًا في الصبا، لم تسقط منزلته عند الحكماء، وهم يرون من الله سبحانه عليه (٤) نور الكرامة. ثم أقبل أيوب عليه السلام على الثلاثة فقال: أتيتموني غضابًا (٥) رهبتم قبل أن تسترهبوا، وبكيتم قبل أن تضربوا، كيف بي لو قلت لكم: تصدقوا عني بأموالكم، لعل الله أن يخلصني، أو قربوا عني قربانًا؛ لعل الله يتقبله ويرضى عني، وإنكم (٦) قد أعجبتكم أنفسكم وظننتم أنكم عوفيتم حسانكم، فهنالك بغيتم وتعززتم (٧)، ولو نظرتم فيما بينكم وبين ربكم ثم صدقتم لوجدتم لكم (٨) عيوبًا سترها الله بالعافية التي ألبسكم، وقد كنت فيما خلا والرجال يوقرونني وأنا مسموع


(١) في الأصل: يظهرها.
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) في (ج): من.
(٤) في (ج): وهم يرون عليه من الله.
(٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ١٧/ ٥٧، محاورة طويلة بين أيوب والنفر الثلاثة، والنص المذكور هو رد أيوب عليهم.
(٦) ساقطة من (ج).
(٧) تعززتم: يقال اعتز به: أي تشرف وعدّ نفسه عزيزًا به.
انظر: "المعجم الوسيط" (ص ٥٩٨) (عزّ).
(٨) ساقطة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>