كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٢١ - سورة الأنبياء - ٨٣ - ج: 18 - ص: 207

قال: نا سعيد بن أبي مريم (١) قال: نا نافع بن يزيد (٢) عن عُقيل (٣)، عن ابن شهاب (٤)، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أيوب نبي الله عليه السلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان (٥) فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: والله، لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راحا إلى أيوب، لم يصبر (٦) الرجل حتَّى ذكر ذلك لأيوب (٧) فقال (٨) أيوب: ما أدري ما تقولان، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمرّ بالرجلين يتنازعان فيذكران الله عز وجل، فأرجع إلى بيتي فأُكفّر عنهما كراهية أن يذكر الله في غير حق".

قال: "وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتَّى يبلغ، فلما كان ذات يوم (أبطأت عليه) (٩)، وأوحي إلى

---

(١) ثقة، ثبت، فقيه.
(٢) نافع بن يزيد الكلاعي، ثقة، عابد.
(٣) عقيل بن خالد بن عقيل، أبو خالد الأموي، ثقة، ثبت.
(٤) محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، أبو بكر الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته، وإتقانه.
(٥) في الأصل: كانوا يغدون إليه ويروحون.
(٦) ساقطة من (ب).
(٧) زيادة من (ب).
(٨) في (ب): فيقول.
(٩) في الأصل و (ب): أبطأ عليها.