وعن ابن عباس مختصرًا والإسناد مسلسل بالضعفاء. الحكم على القصة: وردت قصة الغرانيق من طرق كلها لا تقوم بها حجة كما تقدم ذلك في بعض طرقها، واستقصى طرقها الشيخ الألباني وبين ضعفها كلها في كتابه "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق". وهذِه القصة لا تثبت لا سندًا ولا متنًا، فقد أعل أهل العلم سندها ومتنها وبينوا ضعفها. قال القاضي عياض: إن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند متصل، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. وقال ابن كثير في "تفسيره": ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح. وأبطل تلك القصة أبو بكر بن العربي في "تفسيره" من عشرة مقامات، سوف أذكر بعضها بتصرف: ١ - إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا أرسل إليه الملك بالوحي فإنه يخلق للرسول العلم التام بأن هذا رسول من عند الله، ولولا ذلك لما صحت الرسالة، ولا تبينت النبوة. ٢ - إن الله سبحانه وتعالى قد عصم رسوله من الكفر، واستقر ذلك من دين المسلمين بإجماعهم فيه وإطباقهم عليه. ٣ - إن قول الشيطان: (تلك الغرانقة العلى، وإن شفاعتهن لترتجى) وقبله منه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، يقتضي أنه التبس عليه الشيطان بالملك، واختلط عليه التوحيد بالكفر، ولم يتفطن لصفة الأصنام وأنها لا تضر ولا تنفع. =