للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ}

وهو الذي يأتيه جبريل بالوحي عيانًا وشفاهًا {وَلَا نَبِيٍّ} وهو الذي تكون نبوته إلهامًا أو منامًا (١).

{إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} أي: أحب شيئًا واشتهاه وحدث به نفسه مما لم


= وقال القاضي عياض: فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته - صلى الله عليه وسلم - ونزاهته عن مثل هذِه الرذيلة، أما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله وهو كفر، أو أن يتسور عليه الشيطان ويشبه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ويعتقد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام وذلك كله ممتنع في حقه - صلى الله عليه وسلم - ...
انظر: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض ٢/ ١٢٥، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٨٣ - ٨٥، "أحكام القرآن" لابن العربي ٣/ ١٢٨٧، "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" للألباني.
(١) انظر: "روح المعاني" للألوسي ١٧/ ١٧٣، "فتح القدير" للشوكاني ٣/ ٦٦٠.
وقد اختلف العلماء في التعريف بالنبي والرسول على أقوال:
والتعريف المختار هو أن الرسول: من أوحي إليه وأرسل إلى قوم مخالفين.
والنبي: من بعث إلى قوم مؤمنين لتقرير شرع من قبله وقد يوحى إليه من قضية معينة.
وعلى التعريف المختار فإنه ليس شرط من الرسول أن يأتي بشريعة جديدة، فقد كان يوسف عليه السلام رسولًا على ملة إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى على لسان يوسف: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [يوسف: ٣٨] , وقال الله تعالى في قصة مؤمن آل فرعون: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} [غافر: ٣٤].
والنبي مأمور بالتبليغ لإخبار الله سبحانه وتعالى أنه قد أرسل الأنبياء كما قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)} [الحج: ٥٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>