للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال سفيان الثوري وفضيل: هو الذي يحب للناس ما يحب لنفسه (١).

وقال الجنيد بن محمد (٢): ليس المتقي الذي يحب للناس ما يحب لنفسه، إنما المتقي الذي يحب للناس أكثر مما يحب لنفسه. أتدرون


= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
ويشهد له حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم. فقال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس". أخرجه مسلم كتاب البر والصلة والآداب، باب تفسير البر والإثم (٢٥٥٣).
ويشهد له -أيضًا- حديث وابصة بن معبد - رضي الله عنه - وفيه: ". . . البر ما انشرح له صدرك، والإثم ما حاك في صدرك، وإن أفتاك عنه الناس". أخرجه أحمد في "المسند" ٤/ ٢٢٧ (١٧٩٩٩).
وأخرج البخاري عن ابن عمر -معلَّقًا- موقوفًا: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر. كتاب الإيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بُني الإسلام على خمس" بعد حديث (٧).
(١) لم أقف عليه.
(٢) الجنيد بن محمد بن الجنيد، أبو القاسم الخزاز، ويقال: القواريري، وقيل: كان أبوه قواريريًّا وكان هو خزازًا، وأصله من نهاوند، إلا أنَّ مولده ومنشأه ببغداد، وسمع بها الحديث، ولقي العلماء، ودرس الفقه على أبي ثور، وصحب جماعة من الصالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسري السقطي، ثم اشتغل بالعبادة ولازمها حتى علت سنه، وصار شيخ وقته، وفريد عصره في علم الأحوال والكلام على لسان الصوفية، وطريقة الوعظ، وله أخبار مشهورة. توفي سنة (٢٩٨ هـ).
"طبقات الصوفية" للسلمي (ص ١٥٥)، "تاريخ بغداد" للخطيب ٧/ ٢٤١، "حلية الأولياء" لأبي نعيم ١٠/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>