للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي توجه علينا بلفظ {ءَامَنُوا} إنّما هو بلسان العرب، ولم تكن تعرف العرب الإيمان غير التصديق، والنقل عن اللغة لم يثبت فيه، إذ لو صحّ النقل عن اللغة لروي ذلك كما رُوي في الصَّلاة التي أصلها الدعاء، فإذا كان الأمر كذلك وجب علينا أن نمتثل الأمر كما (١) يقتضيه لسانهم، يدل عليه قوله تعالى في قصة يعقوب وبنيه: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} أي: بمصدِّق لنا (٢) {وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} (٣). ويدلُّ عليه من هذِه الآية أنَّه لمّا ذكر الإيمان علّقه بالغيب، ليُعلم أنَّه تصديق المُخبر فيما أخبر به من الغيب، ثم (٤) أفرده بالذكر عن (٥) سائر الطاعات اللازمة للأبدان وفي الأموال فقال: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.

والدليل عليه أيضاً أن الله تعالى حيث ما ذكر الإيمان أضافه إلى القلب، فقال: {يَاأَيُّهَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} (٦) وقال تعالى: {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (٧) وقال: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} (٨) ونحوها كثير.


(١) في (ج)، (ت): على.
(٢) زيادة من (ج)، (ت).
(٣) يوسف: ١٧.
(٤) في (ف): مما.
(٥) في (ف): على.
(٦) المائدة: ٤١.
(٧) النحل: ١٠٦.
(٨) المجادلة: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>