للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} أي: وإقامة، فحذف الهاء الزائدة لأجل الإضافة؛ لأن الخافض وما خفض عندهم كالحرف الواحد، فاستغنوا بالمضاف إليه من الهاء، إذ كانت الهاء عوضًا من الواو، لأن أصل الكلمة أقومت إقْوامًا، فاستثقلوا الفتحة (١) على الواو، فسكنوها فاجتمع حرفان ساكنان، فأسقطوا الواو ونقلوا حركته إلى القاف وأبدلوا من الواو المحذوفة هاء في آخر الحرف كالتكثير للحرف كما فعلوا في قولهم عدةً وزنةً وأصلها: وعدة ووزنة، فلما أضيفت حذفت الهاء وجعلت الإضافة عوضًا منها (٢)، كقول الشاعر:

إنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البَيْنَ وانجردوا ... وأَخْلفُوك عِدَ الأمْرِ الذي وَعَدوا (٣)


(١) في (م)، (ح): الضمة.
(٢) وهذا قول الفراء ووافقه الزجاج والنحاس وغيرهما.
ومذهب سيبويه أن (إقام) مصدر كالإقامة ولم يعوضوا الهاء في آخره، لأن من كلامهم أن يحذفوا ولا يعوضوا.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٥٤، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٦، "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٤٤٥ "الكتاب" لسيبويه ٤/ ٨٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٢، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ١٣٥، "الكشاف" للزمخشري ٣/ ٢٣٦، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٤٧.
(٣) قائله: أبو أمية الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، وقيل: لزهير.
والخليط: المخالط في العشرة، وهو كالعشير. وأجدوا البين: اجتهدوا في الفراق.
وانجردوا: مضوا. انظر: "شواهد الإنصاف على شواهد الكشاف" ١/ ٣١٨ [البقرة: ٢٨٠] والمصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>