للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مؤاكلة الأعمى والأعرج والمريض حرج (١).

وقال سعيد بن جبير (٢) والضحاك (٣) ومقسم (٤): كان العميان والعرجان يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء لأن الناس يتقذرون منهم ويكرهون مؤاكلتهم، وكان أهل المدينة لا يخالفهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض تقذرًا فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٥).


(١) ورجح أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (٢٤٦) ما ذهب إليه ابن عباس ولكنه جعل الذين تحرجوا هم الأعمى والأعرج والمريض لأنهم لم يستحقوا الطعام بعمل عملوه ولا دين عليهم فتحرجوا من ذلك خوفًا أن يكون من أكل المال بالباطل وقال: لأن أكثر العلماء إليه يذهب وهو مع هذا أصح في الكلام وأعرب.
(٢) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" بلا سند عنه (ص ٣٤٠)، (٦٥١)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٦٣.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٤٣ عنه لكنه لم يعلل بالتعذر وإنما لعدم استيفائهم الطعام وإبصاره.
(٣) أخرجه البستي في "تفسيره" (ص ٤٨٨)، (٦٣٧)، والطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٦٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ٢٦٤٣ كلهم من طريق أبي معاذ عن عبيد عنه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٠٦، وفي "لباب النقول" للسيوطي (١٤٦)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص ٣٤٠)، (٦٥١).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٧٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٤٣ كلاهما من طريق قيس بن مسلم عنه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٠٦ وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر.
وانظر: "الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٥٦٣، "لباب النقول" للسيوطي (١٤٦)، "أسباب النزول" للحميدان (٤٢٢).
(٥) وهذا القول رده الزجاج والنحاس، قال الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٥٤: لا أدري كيف هو. وقال النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٥٦٣ وهذا القول غلط لأنه ليس على الأعمى حرج فكيف يكون هذا ناسخًا للحظر عليهم الأكل معه؟ ولو كان هذا كان يكون ليس للأكل مع الأعمى حرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>