للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطير، وفيها من كل لون، وسموها العنقاء لطول عنقها، وكانت تكون في ذلك الجبل، تنقضّ على الطير تأكلها، فجاعت ذات يوم فأعوزتها الطير فانقضت على صبي فذهبت به، فسمّيت عنقاء مُغْرِب؛ لأنها تُغْرِب (١) بما تأخذه فتذهب به.

ثم إنها انقضّت على جارية حين ترعرعت (٢) فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرتين سوى الجناحين الكبيرين، فطارت بهما، فشكوا ذلك إلى نبيهم فقال: اللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت، فلم ير لها أثر، فضربتها العرب مثلًا في أشعارها (٣)، ثم إنهم قتلوا نبيهم فأهلكهم الله تعالى (٤).

وقال كعب (٥)،


(١) من أغرب الشيء، أي: نحاه وأبعده.
"لسان العرب" لابن منظور ١/ ٦٣٩، غرب، "المعجم الوسيط" (٦٤٧).
(٢) ترعرع الصبي بمعنى: تحرك ونشأ وشبّ واستوت قامته، أو كاد يجاوز عشر سنين أو جاوزها "المعجم الوسيط" (٣٥٣).
(٣) ومن أمثالهم (طارتْ بهم العنقاءُ).
انظر: "معجم الأمثال" للميداني ٢/ ٢٨٠.
(٤) هذِه القصة لم تثبت في كتاب الله ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه، وهي أشبه ما تكون بالخرافة، ولا يبعد أن تكون مأخوذة من بني إسرائيل، والله أعلم. انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٨٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٦/ ٩٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٣٢، "عرائس المجالس" للمصنف (١٣١).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ١٢٩ عن ابن عباس أنه سأل كعبًا فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>