للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيده بنصره وبعث معه وليًّا فجاهدهم في الله حق جهاده ونابذوه على سواء.

فبعث الله تعالى ميكائيل عليه السلام، وكان ذلك في أوان وقوع الحب في الزرع، وكانوا إذ ذاك أحوج ما كانوا إلى الماء، ففجر نهرهم في البحر فانصب ما في أسفله وأتى عيونه من فوق فسدها، وبعث الله تعالى أعوانه من الملائكة خمسمائة ألف ففرقوا ما بقي في وسط النهر، ثم أمر الله عَز وَجلّ جبريل عليه السلام، فلم يدع في أرضهم عينًا ولا ماء ولا نهرًا إلا أيبسه بإذن الله تعالى.

وأمر ملك الموت عليه السلام فانطلق إلى المواشي فأماتها ربضة (١) واحدة وأمر الرياح الأربع: الجنوب والشمال والصّبا والدبور فضمت ما كان لهم من متاع، وألقى الله تعالى عليهم السُّبَات (٢)، ثم خففت الرياح الأربع بما كان من ذلك المتاع أجمع فنهبته في رؤوس الجبال وبطون الأودية، فأما ما كان من حلي أو تبر (٣) أو آنية فإن الله أمر الأرض فابتلعته فأصبحوا ولا ماشية عندهم ولا مال يعودون إليه ولا ماء يشربونه وأصبحت زروعهم يابسة.


(١) الرِّبْضة: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ١٥٣ ربض، "المعجم الوسيط" ١/ ٣٢٣.
(٢) السُّبات: نوم خفي كالغشية.
"لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٧ سبت، "المعجم الوسيط" ١/ ٤١٢.
(٣) التِّبْر: فتات الذهب أو الفضة قبل أن يصاغا.
"المعجم الوسيط" ١/ ٨١، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>