للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجاءتهن شيطانة في صورة امرأة وهي الدلهات بنت إبليس وهي أخت الشيصبان كانا في بيضة واحدة، فشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضًا وعلمتهن كيف يصنعن.

فأصل ركوب النساء بعضهن بعضًا من الدلهات فسلط الله تعالى على ذلك القرن صاعقة من أول الليل (وخسفًا في آخر الليل) (١) وصيحة مع الشمس، فلما يبق منهم باقية وبادت مساكنهم (٢).


= "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ١٧١، "المعجم الوسيط" ١/ ٤٧١.
(١) من (م)، (ح).
(٢) أورده المصنف بطوله عن بعض العلماء في "عرائس المجالس" (١٣٢) ولم أقف على إسناد.
قلت: إن معرفة قصص الأمم الماضية لا يمكن إلا عن طريق الوحي أو النقل الصحيح. ولقد ذكر الله أصحاب الرس في كتابه في موضعين الأول في سورة الفرقان، قال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (٣٨)}، والموضع الثاني في سورة ق قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢)}. ولم يفصل الله في كتابه عن اسم رسولهم وكيفية هلاكهم، والفترة الزمنية التي كانوا فيها وغير ذلك، وما ذكره المصنف وغيره عن أصحاب الرس وتعيينهم لم يستند إلى دليل يعتمد عليه، فهي روايات عن بعض التابعين ومن بعدهم وآثار منقطعة عن الصحابة وأحاديث مرفوعة بأسانيد ضعيفة وفي بعض الروايات -كما سبق- غرابة ونكارة.
وأيضًا تلك الروايات متباينة فمنهم من يقول هم بأذربيجان، ومنهم من يقول بأنطاكية، ومنهم من يقول باليمامة، ومنهم من يقول نبيهم شعيب، ومنهم من يقول حنظلة، وغيرها من التعارضات، إلا ما قيل: إنهم أصحاب الأخدود، ورجحه الطبري فهو أسلمها وهو يحتاج إلى دليل، ولذا أرى أنه من الأسلم التوقف في ذلك بل نؤمن أنهم أمة من الأمم أصحاب رس -والرس بلغة العرب =

<<  <  ج: ص:  >  >>