للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلف العلماء في معنى الآية:

فقال قوم: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} بخلقكم ربي لولا {دُعَاؤُكُمْ} عبادتكم وطاعتكم إياه يعني: أنه خلقكم لعبادته نظيرها قوله قوله عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} (١).

وهذا معنى قول ابن عباس ومجاهد (٢).

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في رواية الوالبي أخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم، إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حُبّب (٣) إلى المؤمنين (٤).

وقال الآخرون: قل (٥) ما يعبؤ بعذابكم ربي لولا دعاؤكم إياه في


(١) الذاريات: ٥٦.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٥٥ وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٤٥ كلاهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: (لولا دعاؤكم) ودعاؤه إياكم لتبعدوه وتطيعوه.
ونسبه إليه ابن فورك في "تفسيره" ٢/ ٢٣/ ب، وابن حبيب في "تفسيره" ٢١٧/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٧/ ب، والنحاس في "معاني القرآن" ٥٦/ ٥، وقال: وهو أحسن ما قيل في الآية.
قال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٦/ ٣٦٠: وهذا القول هو وحده الذي لا إشكال فيه فهو قوي بدلالة الآيات المذكورة عليه .. وهو أشهر الأقوال وأكثرها قائلًا.
(٣) في (ح): حببه.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٥٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم"، والنحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٥٨ جميعهم من طريق علي بن أبي طلحة عنه، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٥٠ وزاد نسبته لابن المنذر.
(٥) من (م)، (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>