للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما سبب تفقده -عليه السلام- الهدهد وسؤاله عنه من بين الطير إخلاله بالنوبة التي كان يثوبها واحتياج سليمان -عليه السلام- إلى الماء فلم يعلم من حَضَرَهُ بعْد الماء، وقيل له عِلْم ذلك عند الهدهد فتفقده فلم يجده فتوعّده (١).

وكانت القصة فيه على ما ذكره العلماء بسيرة الأنبياء عليهم السلام، دخل حديث بعضهم في بعض: إنّ نبي الله سليمان -عليه السلام- لما فرغ من بناء بيت المقدس عزم على الخروج إلى أرض الحرم فتجهز للمسير واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش ما بلغ معسكره مائة فرسخ، وأمر الريح الرخاء فحملتهم، فلما وافى الحرم أقام به ما شاء الله -عزَّ وجلَّ- أن يقيم، وكان ينحر كل يوم -طول مقامه بمكة- خمسة آلاف ناقة (٢) ويذبح خمسة


= كذلك في مصاحف أهل مكة والقراءتان متواترتان دلَّ على ذلك قول الشاطبي رحمه الله: وقل يأتينني دنا.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٧٩)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٣٣١)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ١٥٤ - ١٥٥، "التيسير" للداني (١٦٧)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (٣٢٤)، "الحجة" لابن زنجلة (٥٢٤)، "معجم القراءات" للخطيب ٦/ ٤٩٦.
(١) ذكره الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٨٩، وغيره من كتب التفاسير ورجحه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١٤٤ بقوله: فالصواب من القول في ذلك أن يقال إن الله أخبر عن سليمان أنَّه تفقد الطير إما للنوبة التي كان عليها وأخلَّ بها، وإما لحاجة كانت إليها عند بعد الماء.
(٢) في (ح): بزيادة بعدها، وهي: يذبح خمسة ألف ناقة، وهي مكررة مع خطئها.

<<  <  ج: ص:  >  >>