قال النووي رحمه الله: ولم يعنف النبي -صلى الله عليه وسلم- واحدًا من الفريقين، لأنهم مجتهدون، ففيه دلالة لمن يقول بالمفهوم والقياس ومراعاة المعنى، ولمن يقول بالظاهر أيضًا قال الإمام أبو محمد ابن حزم الظاهري في كتاب السيرة: وعلم الله أنا لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني قريظة ولو بعد أيام. وهذا القول ماش على قاعدته الأصلية في الأخذ بالظاهر، وفيه أنه لا يعنف المجتهد فيما فعله باجتهاده إذا بذل وسعه في الاجتهاد، وقد يستدل به على أن لكل مجتهد نصيب. "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٢/ ٩٨ كتاب الجهاد، باب المبادرة بالغزو وتقديم أهم الأمرين المتعارضين. ومثل هذِه الرواية رواها الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٥٠ - ١٥١ عن الزهري.