للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكتم هذِه الآية (١) {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} (٢).

وروي عن زين العابدين في هذِه الآية:


(١) أي: لو قدر على سبيل الفرض كتم شيء من الوحي لكان هذِه الآية، ولكن هذا ممتنع شرعًا، وغير واقع، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ الرسالة بكل صدق وأمانة، ولا أدل على صدقه - صلى الله عليه وسلم - من هذِه الآية، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد امتثل لأمر الله تعالى في قوله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: ٦٧] وقام به أتم القيام، وقد روى البخاري في التفسير باب {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (٤٦١٢) عن عائشة - رضي الله عنه - قالت: (من حدثك أن محمدًا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب، والله يقول: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، وقال البخاري: قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة، وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع، وقد كان هناك من أصحابه نحو أربعين ألفًا منهم كما ثبت في "صحيح مسلم" في الحج في باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٢١٨) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيها الناس إنكم مسئولون عني فما أنتم قائلون؟ ، قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول: اللهم هل بلغت" وانظر إليه - صلى الله عليه وسلم - حينما لامه الله عز وجل على ما وقع في نفسه من خشية الناس، وكذلك في قوله الله عز وجل في إعراضه عن عبد الله بن أم مكتوم {عَبسً وَتَوَلى (١)}، وغير ذلك فتأمله.
(٢) [٢٢٧٨] الحكم على الإسناد:
فيه ابن عقيل لم يذكر بجرح أو تعديل، وشيخه ضعيف، لكن صح الحديث كما سيأتي.
التخريج:
رواه مسلم في الإيمان باب معنى قول الله: {ولقد رآه نزلة أخرى} (١٧٧).
والترمذي في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب (٣٢٠٧، ٣٢٠٨).
ورواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٣ عن عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>