مسألة: والاستئذان من الآداب الشرعية التي أدب الله تعالى بها عباده المؤمنين، وقد أجمع العلماء على أن الاستئذان مشروع، وتظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة أن يسلم ويستأذن ثلاثًا، فيجمع بين السلام والاستئذان كما صرح به في القرآن. مسألة: وينبغي أن يستأذن ثلاث مرات، فإن أذن له وإلا انصرف، كما ثبت في الصحيح أن أبا موسى حين استأذن على عمر ثلاثًا فلم يؤذن له انصرف، ثم قال عمر: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن؟ ، ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب، فلما جاء بعد ذلك قال: ما رجعك؟ قال: إني استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي، وإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فلينصرف" فقال عمر: لتأتيني على هذا ببينة وإلا أوجعتك ضربًا، فذهب إلى ملإ من الأنصار فذكر لهم ما قال عمر فقالوا: لا يشهد لك إلَّا أصغرنا فقام معه أبو سعيد الخدري فأخبر عمر بذلك فقال: ألهاني عنه الصفق بالأسواق. رواه البخاري في البيوع باب الخروج في التجارة (٢٠٦٢)، ومسلم في الآداب باب الاستئذان (٢١٥٣). مسألة: وينبغي للمستأذن على أهل المنزل أن لا يقف تلقاء الباب بوجهه، وليكن الباب عن يمينه أو يساره، لما رواه أبو داود عن عبد الله بن بشر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول "السلام عليكم، السلام عليكم" وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور. صحيح: رواه أبو داود في الأدب، باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان (٥١٨٦). مسألة: وينبغي للمستأذن أن يفصح عن اسمه، لما أخرجه الجماعة عن جابر قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دين كان على أبي فدققت الباب، فقال "من ذا"؟ =