كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣٣ - سورة الأحزاب - ٥٣ - ج: 21 - ص: 519

لغتان: أنى، وإنى بكسر الألف وفتحها، مثل ألى، إلى، ومَعًا ومِعًا، والجمع آناء مثل آلاء وأمعاء، فالفعل منه أنا يأنى إنًّى بكسر الألف مقصور، وآناء بفتح الألف ممدود، قال الحطيئة:

وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى وطار بي الإناء (١)

وقال الشيباني:

وكسرى إذ تقسمه بنوه ... بأسياف كلما اقتسم اللحام

تمخضت المنون له بيوم ... أنى ولكل حاملة تمام (٢)

وفيه لغة أخرى: آن يأن أينًا.

قال ابن عباس: نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحينون طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك، ثم يأكلون ولا يخرجون، وكان رسول الله يتأذى بهم، فنزلت هذِه الآية.

---

(١) أنيت الشيء: أخرته، والاسم منه: الإناء، على فعال بالفتح، يريد أنَّه أخر عشاءه إلى طلوع سهيل، أو طلوع الشعرى، فطال انتظاره، ورواه أبو سعيد الأصمعي: وأنّيت، بتشديد النون. ويقال: أنيت الطعام في النار: إذا أطلت مكثه، وأنى الشيء يأنى أنيا، هاني وأنى: حان وأدرك. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٤٨،
(٢) البيت من شواهد أبي عبيدة، قال في "مجاز القرآن" ٢/ ١٤٠: أي: إدراكه وبلوغه، ويقال أنى لك أن تفعل، يأنى أنيا، والاسم إني وأني أبلغ أدرك قال:
تمخضت المنون له بيوم. . . أنى ولكل حاملة تمام