(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لفظ القرية، والمدينة والنهر، والميزاب، وأمثال هذِه الأمور التي فيها الحالُّ والمحل، كلاهما داخل في الاسم، ثم قد يعود على الحالّ وهو السكان، وتارة على المحل وهو المكان، ففي قوله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً} [النحل: ١١٢] وفي قوله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (١٣)} [محمد: ١٣] أراد الحال والسكان، وفي قوله تعالى {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: ٢٥٩] أراد المحل وهو المكان لا السكان، فقوله تعالى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} فاللفظ هنا يراد به السكان من غير إضمار ولا حذف، فهذا بتقدير أن يكون في اللغة مجاز، فلا مجاز في القرآن، بل وتقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف. "الإيمان" (ص ١٠٦ - ١٠٧). وانظر: "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٣٧٦. (٢) تبوك: بفتح التاء وهي أقصى أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي من أدنى أرض الشام، وعن محمد بن كليب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء في غزوة تبوك وهم يبوكون حسيها =