للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له أحد: "هذا جبل يحبنا ونحبه (١) " (٢) فحذف الأهل وأراد الله -سبحانه وتعالى-


= بقدح فقال: ما زلتم تبوكونها بعد؟ فسميت تبوك، ومعنى تبوكون: تدخلون فيه السهم وتحركونه ليخرج ماؤه. انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٣٠٣.
(١) هذا إخبار من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جبل أحد يحبه هو وأصحابه كما أنهم يبادلونه هذا الحب، قال النووي رحمه الله: قيل: معناه يحبنا أهله -وهم أهل المدينة- ونحبهم، والصحيح أنه على ظاهره، وأن معناه: يحبنا هو بنفسه، وقد جعل الله فيه تمييزًا.
قال ابن حجر: قيل هو على الحقيقة، ولا مانع من وقوع مثل ذلك بأن يخلق الله المحبة في الجمادات.
قلت: لا يمنع أن يكون ذلك الحب على الحقيقة: فقد دلت النصوص الشرعية على أن الجبال تسجد لله تعالى وتسبح له وتخشع له، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} الآية. وهي تسبح أيضًا كما سيأتي في سورة سبأ إن شاء الله تعالى، كما أنها تلبي كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا" ابن ماجه كتاب المناسك، باب التلبية (٢٩٢١)، الترمذي كتاب الحج، باب ما جاء في فضل التلبية (٨٢٨)، "مناسك الحج" للألباني (ص ١٧).
والجبال أيضًا تخشى الله تعالى كما في قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: ٢١]. وقد أشفقت من حمل الأمانة كما سيأتي بيانه في آخر السورة إن شاء الله. وهي تخشى من يوم الجمعة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة". رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب في فضل الجمعة ١/ ٣٤٤ (١٠٨٤)، وانظر: "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني (٣٧٢٦).
(٢) رواه البخاري في الجهاد والسير، باب فضل الخدمة في الغزو (٢٨٨٩)، وفي أحاديث الأنبياء، (٣٣٦٧)، وفي المغازي، باب أحد يحبنا ونحبه (٤٠٨٣، =

<<  <  ج: ص:  >  >>