للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حجر (١). حتى نظر بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس. فقام الحجر من بعد ما نظروا إليه، فأخذ ثوبه فطفق (٢) بالحجر ضربًا" (٣).


= وعدم الاسترخاء في المشي.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢٩٥ - ٢٩٧ (جمع).
(١) ثوبي حجر: أي: دع ثوبي يا حجر.
(٢) فطفق: أي جعل يضرب. وهي بمعنى أخَذَ في الفِعْل وجَعَل يَفْعَل، وهي من أفعال المُقارَبةِ.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ١٢٩ (طفق). "مختار الصحاح" للرازي (ص ١٦٥)، (طفق).
(٣) هذا الحديث حديث جليل، وهو يدل على أن الله يدافع عن أنبيائه وأوليائه، وينصرهم ويبرئهم مما نسب إليهم ولا يتناسب مع مكانتهم، ويدل أيضًا على عبودية الحجر لله رب العالمين، وتحمله الضرب في سبيل تبرئة نبي من أنبياء الله، فقد أدرك أمر ربه وامتثل له وطار بثوب موسى -عليه السلام-، فخاطبه موسى -عليه السلام- لعلمه أنه مدرك لخطابه، كما أن ضرب موسى للحجر كان معاقبة له، فليس من المعقول أن يخاطب أو يعاقب من لا يدرك، بل إنه ترك أثرًا للضرب.
وفيه من الفوائد:
معجزتان ظاهرتان لموسى -عليه السلام-، إحداهما: مشي الحجر بثوبه إلى ملأ بني إسرائيل، والثانية: حصول الندب في الحجر.
ومنها: وجود التمييز في الجماد كالحجر ونحوه، مثل تسليم الحجر بمكة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحنين الجذع ونظائره.
ومنها: جواز الغسل عريانًا في الخلوة، وإن كان ستر العورة أفضل، وبهذا قال الشافعي ومالك وجماهير العلماء، وخالفهم ابن أبي ليلى.
ومنها: جواز المشي عريانا للضرورة، وقال ابن الجوزي: لما كان موسى في خلوة وخرج من الماء فلم يجد ثوبه تبع الحجر بناء على أن لا يصادف أحدًا وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>