للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينفذ الماء حتَّى يثوب (١) الماء من السنة المقبلة، فلما طغوا وكفروا (٢) سلط الله عليهم جرذًا يسمى الخلد (٣) فثقبه من أسفله فغرق الماء جنانهم، وخرَّب أرضهم.

قال وهب: وكانوا فيما يزعمون يجدون في عملهم (٤) وكهانتهم أنَّه يخرب (٥) سدهم ذلك فأرة فلم يتركوا فرجة بين حجرين إلَّا ربطوا عندها هرة، فلما جاء زمانه وما أراد الله تعالى بهم من التفريق أقبلت -فيما يذكرون- فأرة حمراء إِلَى هرة من تلك الهرر، فساورتها حتَّى استأخرت عنها الهرة فدخلت في الفرجة التي كانت عندها (٦) فتغلغلت في السد فنقبت وحفرت حتَّى وهنته السيل وهم لا يدرون ذلك، فلما جاء السيل وجد خللا فدخل فيه حتَّى قلع (٧) السد وفاض على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم الرمل وفُرقوا ومُزقوا (٨) حتَّى صاروا مثلًا عند العرب، فقالوا: تفرقوا أيدي سبأ


(١) في (م): تنوب.
(٢) في (م): وكثروا.
(٣) الجرذ: الفأر، والجمع: جرذان، والخلد: حيوان أكبر من الفأر يشبهه، وقيل: ضرب من الجرذان أعمى.
انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص ٧٧)، (خلد).
(٤) في (م): علمهم.
(٥) في (م): سيخرب.
(٦) في (م): عنها.
(٧) في (م): بلغ.
(٨) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٠، عن وهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>