انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢٦٠ (جرس). مسألة: فإن قيل: المحمود لا يشبه بالمذموم، إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل، والمشبه الوحي -وهو محمود-، والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنه، والتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه، والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة، كما أخرجه مسلم، وأبو داود وغيرهما، فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة؟ ! ، والجواب: أنَّه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها، بل ولا في أخص وصف له، بل يكفي اشتراكهما في صفة ما، فالمقصود هنا بيان الجنس، فذكر ما أَلْف السامعون سماعه تقريبًا لأفهامهم، والحاصل أن الصوت له جهتان: جهة قوة، وجهة طنين، فمن حيث القوة وقع التشبيه به، ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه، وعلل بكونه مزمار الشيطان ويحتمل أن يكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور، وفيه نظر. انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١/ ٢٠. (٢) يَفْصِمُ: بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد المهملة أي: يقلع وينجلي ما يتغشاني منه. قاله الخطابي. قال العلماء: الفصم هو: القطع من غير إبانة، وأما القصم بالقاف: فقطع مع الإبانة والانفصال، ومعنى الحديث: أن الملك يفارق على أن يعود، ولا يفارقه مفارقة قاطع لا يعود. وروي هذا الحرف أَيضًا (يفصم) بضم الياء وفتح الصاد على ما لم يسم فاعله. وروي بضم الياء وكسر الصاد على أنَّه أفصم يفصم رباعي، وهي لغة قليلة، وهي من أفصم المطر إذا أقلع وكف. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٤٥٢ (فصم). وفي (م): حين يقصم.