للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى (محمد بن إسحاق) (١) عن يزيد بن عبد الله بن قسيط (٢) قال: سمعت سعيد بن المسيب (٣) يحلف بالله -ما يستثني-: ما أكل آدم من الشجرة وهو يعقل ولكن حواء سقته الخمر حتَّى إذا (٤) سكر


= وبعض الذين ألفوا في الإسرائيليات ينكرون هذِه القصَّة، ويرون أنها من إسرائيليات اختلط فيها الحق بالباطل، حيث يقول الدكتور أبو شهبة رحمه الله بعد أن ذكر القصَّة: وكلُّ هذا من قصص بني إسرائيل الَّذي تزيَّدوا فيه، وخلطوا حقًّا بباطل، ثم حمله عنهم ابن عباس، وغيره من الصحابة والتابعين، وفسَّروا به القرآن الكريم.
ويرحم الله ابن جرير، فقد أشار بذكر الرواية عن وهب إلى أنَّ ما يرويه عن ابن عباس، وابن مسعود، إنَّما مرجعه إلى وهب وغيره من مسلمة أهل الكتاب، ويا ليته لم يفعل شيئًا من هذا، ويا ليت من جاء بعده من المفسِّرين صانوا تفاسيرهم عن مثل هذا. . . ثم قال: وسوسة إبليس لآدم عليه السلام لا تتوقف على دخوله في بطن الحيَّة، إذ الوسوسة لا تحتاج إلى قرب ولا مشافهة، وقد يوسوس إليه وهو علي بعد أميال منه، والحيَّة خلقها الله يوم خلقها على هذا، ولم تكن لها قوائم. . ولا شيء من هذا.
"الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" (ص ١٧٩).
(١) ما بين القوسين أُثبت من نسخة (ج)، بينما في البقية: (محمد بن عبد الله بن إسحاق). والمثبت هو الصواب، وبه ورد في مصادر التخريج، وهو مشهور، حيث حب "المغازي".
(٢) يزيد بن عبد الله بن قُسيط -بقاف ومهملتين، مصغّر- بن أسامة الليثي، أبو عبد الله المدني، الأعرج، ثقة، مات سنة (١٢٢ هـ).
"تهذيب الكمال" للمزي ٢٢/ ١٧٧، "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٤/ ٤١٩، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٧٧٩٢).
(٣) العالم، الثبت، الفقيه، المشهور، اتفقوا علي أن مرسلاته أصح المراسيل.
(٤) ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>