وهاهنا فائدة: يبعث كل واحد منهم على حسب أعماله من خير وشر، فإن كانت نيته وعمله صالحاً فعقباه صالحة، وإلا فسيئة، فذلك العذاب طهرة للصالح ونقمة على الفاسق، فالصالح ترفع درجاته، والطالح تسفل دركاته، فلا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب والعقاب؛ بل يجازى كل واحد بعمله على حسب نيته، ومن الحكم العدل أن أعمالهم الصالحة إنما يجازون عليها في الآخرة، أما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء فهو تكفير لما قدموه من عمل سئ، وذهب ابن أبي جمرة إلى أن الذين يقع لهم ذلك بسبب سكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وذهب بعضهم إلى التعميم تمسكا بآية {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} وأخذ منه مشروعية الهرب من الكفار والظلمة؛ لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس في التهلكة. انظر: "فيض القدير" للمناوي ٢/ ٢٥٥. (١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٤٧ - ١٤٨. (٢) الجعل: دابة سوداء من دوابِّ الأرض، وقيل: هو أبو جعران. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٠٣. (٣) رواه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٦٤ عن محمَّد بن إسحاق الصفار، وقال: صحيح الإسناد. والطبراني في "الكبير" ٩/ ٢١٣ (٩٠٤٠).