للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفريابي (١)) (٢)، أخبرنا (عبيد الله) (٣) بن معاذ، أخبرني أبي (٤)، أخبرني محمَّد بن عمرو الليثي (٥) أن الزهري (٦) حدثه قال: دعا عمر ابن عبد العزيز (٧) غيلان القدري (٨)، فقال: يا غيلان، بلغني أنك تتكلم في القدر. فقال: يا أمير المؤمنين، إنهم يكذبون عليّ. قال: يا غيلان، اقرأ أول يس فقرأ: {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} إلى قوله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠)} فقال غيلان: يا أمير المؤمنين، والله كأني (٩) لم أقرأها قط قبل اليوم، أشهدك يا أمير المؤمنين أني تائب مما كنت أقول في القدر، فقال عمر بن عبد العزيز: اللهم إن كان صادقًا فتب عليه وثبته، وإن كان كاذبًا فسلط عليه من لا يرحمه، واجعله آية للمؤمنين. قال: فأخذه


(١) جعفر بن محمَّد، إمام حافظ ثبت.
(٢) من (م).
(٣) في الأصل: (عبد الله) والمثبت من (م)، وهو عبيد الله بن معاذ بن معاذ، ثقة حافظ.
(٤) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش التميمي العنبري، ثقة متقن.
(٥) صدوق له أوهام.
(٦) الفقيه الحافظ، متفى على جلالته وإتقانه.
(٧) أمير المؤمنين عُدَّ من الخلفاء الراشدين.
(٨) غيلان بن أبي غيلان، مولى لآل عثمان بن عفان، روى عنه يعقوب بن عتبة. كان داعية إلى القدر لا تحل الرواية عنه، قتل وصلب بالشام. - "ميزان الاعتدال" ٤/ ٢٥٨، "لسان الميزان" ٤/ ٤٢٤.
(٩) في (م): لكأني.

<<  <  ج: ص:  >  >>