للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما حجة القائلين بأنه إسحاق من القرآن:

فهو أن الله عز وجل أخبر عن خليله إبراهيم عليه السلام حين فارق قومه مهاجرًا إلى الشام مع امرأته سارة وابن أخيه لوط {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} أنه دعا فقال {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)} وذلك قبل أن يعرف هاجر، وقبل أن تصير له أم إسماعيل عليه السلام ثم أتبع الخبر عن إجابته دعوته وتبشيره إياه بغلام حليم ثم عن رؤيا إبراهيم عليه السلام أن يذبح ذلك الغلام الذي بُشر به حين بلغ معه السعي وليس في القرآن آية تبشر بولدٍ إلا بإسحاق عليه السلام.

واحتج من قال إنه إسماعيل عليه السلام من القرآن:


= قلت: وقد رجح هذا القول الإمام أحمد بن حنبل في أصح الروايتين عنه، ورجحه ابن تيمية وتلميذاه ابن قيم الجوزية وابن كثير، ورجحه أيضًا أبو حاتم الرازي والبيضاوي، وغالب المحدثين، والسبكي الكبير، والألوسي والشيخ الأمين الشنقيطي وابن عاشور.
قال ابن تيمية: الذي يجب القطع به أنه إسماعيل، وهذا الذي يدل عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة، وهو الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب. انظر: للاستزادة: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٤/ ٣٣١ - ٣٣٦.
وقال ابن قيم الجوزية بعد أن ذكر أنه إسماعيل: (وهو الصحيح المقطوع به).
وقال أيضًا: والذين استدل به محمد بن كعب القرظي أنه إسماعيل أثبت وأصح وأقوى والله أعلم. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٥١ - ٥٢.
وانظر أيضًا: "فتاوى السبكي" ١/ ١٠٢ - ١٠٣، "الحاوي للفتاوى" للسيوطي ١/ ٣٢٢، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١٠/ ٣٢٢٣، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ١٣٦، "أضواء البيان" للشنقيطي ٦/ ٦٩١، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٢٣/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>