للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بزوال ملكه أربعين يومًا (١).

وقال الشعبي في سبب ذلك: وُلِد لسليمان عليه السلام ابن، فاجتمعت الشياطين، فقال بعضهم: إن عاش له ولد لم ننفك مما نحن فيه من البلاء والسخرة فسبيلنا أن نقتل ولده ونخبله، فعلم سليمان عليه السلام بذلك فأمر السحاب حتى حملته الريح وغذا (٢) ابنه في السحاب خوفًا من مَعَرةِ (٣) الشياطين فعاقبه الله بخوفه من الشياطين ومات الولد، فألقي ميتًا على كرسيه جسدًا (٤) وهو الجسد الذي قال الله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ}.

وقيل: هو أن سليمان عليه السلام قال يومًا لأطوفن الليلة على نسائي كلهن حتى يولد لي من كل واحدة منهن ابن فيجاهد في سبيل الله فلم يَسْتَثْنِ، فجامعهن كلهن في ليلة واحدة فما خرج له فيهن إلا شق مولود، فجاءت به القابلة، فألقته على كرسي سليمان عليه السلام، فذلك قوله عَز وَجلّ {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} (٥) وهو ما:


(١) وهذا كسابقه مما لم يثبت.
(٢) كتبت في (أ) بالألف المقصورة (وغذى) والصواب ما أثبته، لأن لام الكلمة أصلها واوًا، قال ابن منظور في "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ١١٩: ويقال غذوت الصبي، ولا يقال غذيته بالياء.
(٣) العَرُّ والعُرُّ الذي يعُرُّ البدن أي يعترضه، ومنه قيل للمَضَرَّة مِعرّةٌ. قاله الراغب في "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٥٥٦) (عرّ).
(٤) وهذا أيضًا لا يصح.
(٥) وقال الألوسي في "روح المعاني" ٢٣/ ١٩٨: وروي ذلك عن الشعبي أيضًا، ورواه بعضهم عن أبي هريرة على وجه لا يشك في وضعه إلا من شك في عصمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>