قاله أبو عبد الرحيم عن زيد. وخالفه يزيد بن سنان فرواه عن زيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود. وقال وكيع: عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود. قال الدارقطني: وكلها وهم. والصواب: عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله ابن المسور مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كذلك قاله الثوري، وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب هذا متروك اهـ. "العلل" للدارقطني ٥/ ١٨٨ - ١٩٠. قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ٢/ ٧٨٠ وقد روى عمرو بن مرة عن ابن المسور المدائني حديثاً أصله مرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزل قوله تعالى {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح" الحديث. قال ابن رجب: فهذا هو أصل الحديث ثم وصله قوم وجعلوا له إسناداً موصولاً مع أختلافهم فيه ثم ذكر كلام الدارقطني السابق. قلت: وفي نقل الدارقطني عن وكيع وهمٌ فقد رواه وكيع على الصواب مرسلاً. فقد خرجه وكيع في كتاب "الزهد" ١/ ٢٣٨ - ٢٣٩ (١٥) عن المسعودي عن عمرو ابن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن مسور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً. قال ابن رجب: وما ذكره الدارقطني عن وكيع لا يثبت عنه يعني الرواية الموصولة. "شرح علل الترمذي" ٢/ ٨٧٢. الخلاصة: هذا الحديث أصله وصوابه مرسل. يرويه عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن المسور المدائني والحديث موضوع. ففيه عبد الله بن المسور من أتباع التابعين وليس له رواية عن أحد من الصحابة ومع ذلك فهو كذاب يضع الحديث فقد قال الإمام أحمد وأبو إسحاق الجوزجاني، أحاديثه موضوعة: وقال الإمام أحمد أيضاً: كان يضع الحديث ويكذب وقال ابن الديني: كان يضع الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يضع إلا ما فيه أدبٌ أو زهد، =